في ظل الأزمة المالية.. وجود «الأونروا» في غزة بات مهدداً

في ظل الأزمة المالية.. وجود «الأونروا» في غزة بات مهدداً

نتيجة لتراجع الدعم المالي وارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا" أزمة مالية وجودية تهدد خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.

بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة تقدم الأونروا خدماتها الصحية والغذائية والتعليمية والتنموية لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني، حيث يتوزعون في 58 مخيما في 5 مناطق رئيسية وهي قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا والأردن ولبنان.

يمر الناس في قطاع غزة بأوضاع مأساوية بسبب هذه الأزمة المالية الخانقة، فماذا يقولون وكيف يستطيعون التأقلم مع هذا الوضع؟ 

في ظل الأزمة المالية، تترقب اللاجئة أم أحمد مقداد هاتفها المحمول بقلق، في انتظار وصول رسالة نصية من الوكالة لتعرف موعد صرف المساعدة الغذائية والصحية لعائلتها التي تتألف من 7 أفراد.

وتقول أم أحمد لموقع أخبار الأمم المتحدة: "الجميع يعرف أوضاع السكان في قطاع غزة، وخاصة اللاجئين، وفي حال توقفت هذه المساعدات، فإن الحياة ستصبح أصعب بكثير علينا".. وتضيف:

"نحن كلاجئين في مخيم الشاطئ نعتمد بشكل كلي على المساعدات المقدمة من الأونروا سواء تعليم الأولاد في مدارسها أو المراجعات الصحية في عيادات الوكالة وكذلك المساعدات الغذائية".

 الأونروا قد تتوقف عن العمل 

وحذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا"، فيليب لازاريني من توقف عمل الوكالة في شهر سبتمبر المقبل إذا لم تحصل على موارد إضافية من الدول الأعضاء. 

وأوضح لازاريني أن الوكالة بحاجة إلى 300 مليون دولار لمواصلة عملها حتى نهاية هذا العام.

 من هم اللاجئون الفلسطينيون؟

وفقا للتعريف العملي للأونروا، فاللاجئون الفلسطينيون هم الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة من يونيو 1946 حتى مايو 1948، وفقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة الحرب عام 1948. 

وتتوفر الخدمات التي تقدمها الأونروا لجميع اللاجئين الذين يقيمون في مناطق عملياتها، وينطبق عليهم هذا التعريف ويكونون مسجلين لدى الوكالة وبحاجة إلى المساعدة. 

كما يستحق أبناء اللاجئين الفلسطينيين الأصليين أن يتم تسجيلهم في سجلات الوكالة.. عندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تعمل على تلبية احتياجات ما يقرب من 750 ألف لاجئ فلسطيني، واليوم، يستحق ما يقارب من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني الاستفادة من خدمات الأونروا.

شريان حياة للاجئين الفلسطينيين

يقول المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، إن شح التمويل التي تمر به الوكالة سيؤثر على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة إذا توقفت الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية. 

وتابع أبو حسنة: "مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، هو من أكثر الأماكن ازدحاما، ليس في غزة فقط، بل على وجه الأرض، ويسكنه نحو 90 ألف لاجئ فلسطيني في أقل من كيلومتر مربع. هذا المكان يخدم المخيم من خلال توزيع المواد الغذائية المعروفة باسم الكوبونات".

وقال أبو حسنة: "الأونروا في غزة هي شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين، من يستطيع أن يتحمل عبء مئات الآلاف من الطلاب في مدارس الأونروا". 

وأضاف متسائلا: "من يستطيع توفير مواد غذائية لمليون و140 ألف لاجئ فلسطيني، ومن يستطيع توفير الخدمات الصحية الأولية وماذا عن الملايين من الزيارات لعيادات الأونروا؟".

وأكد أبو حسنة أنه "لا يوجد بديل عن الأونروا على الإطلاق، ولا أحد يستطيع أن يحل محل الأونروا في قطاع غزة".

ووفقا للأونروا، يستفيد قرابة مليون و140 ألفا من اللاجئين الفلسطينيين في القطاع من السلة الغذائية التي تقدمها المؤسسة الأممية، بنسبة تقديرية تصل إلى 80% من اللاجئين في غزة، وبنسبة تقدر بـ60% من إجمالي عدد السكان في القطاع، الذي يبلغ 2.3 مليون نسمة.

حصار مشدد منذ 16 عاماً

منذ 16 عاما، تفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين يلقى الوضع بظلال قاتمة على الحالة الاقتصادية والمعيشية في غزة.. ووفقا للتقارير الفلسطينية الرسمية، فإن معدل البطالة في القطاع يصل إلى نحو 50%، في حين يعيش 83% من السكان تحت خط الفقر نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية